نزول عيسى بن مريم
جاء
تفصيل هذه النصوص في السنة النبوية ، فقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه
وسلم أنه عندما تشتد فتنة الدجال ، ويضيق الأمر بالمؤمنين في ذلك الزمان ،
ينزل الله عبده ورسوله عيسى عليه السلام ، وينزل عند المنارة البيضاء شرقي
دمشق ، فقد روى الطبراني في معجمه الكبير عن أوس بن أوس ، قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي
دمشق " (1) . وقد وصف لنا الرسول صلى الله عليه وسلم حاله عند نزوله ، ففي
سنن أبي داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " ليس بيني وبين عيسى نبي ، وإنه نازل ، فإذا
رأيتموه فاعرفوه ، رجل مربوع ، إلى الحمرة والبياض ، ينزل بين ممصرتين ،
كأن رأسه يقطر ، وإن لم يصبه بلل "
وقت نزوله
ويكون
نزوله في وقت اصطف فيه المقاتلون المسلمون لصلاة الفجر ، وتقدم إمامهم
للصلاة ، فيرجع ذلك الإمام طالباً من عيسى أن يتقدم فيؤمهم ، فيأبى ، ففي
الحديث " وإمامهم ( أي إمام الجيش الإسلامي ) رجل صالح ، فبينما إمامهم قد
تقدم يصلي بهم الصبح ، إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح ، فرجع ذلك الإمام
ينكص ، يمشي القهقرى ليتقدم عيسى ، فيضع عيسى يده بين كتفيه ، ثم يقول له :
تقدم فصلِّ ، فإنها لك أقيمت ، فيصل بهم إمامهم " .
قضاء عيسى عليه السلام على الدجال
وأول
عمل يقوم به عيسى هو مواجهة الدجال ، فبعد نزول عيسى يتوجه إلى بيت المقدس
حيث يكون الدجال محاصراً عصابة المسلمين ، فيأمرهم عيسى بفتح الباب ، ففي
سنن ابن ماجة ، وصحيح ابن خزيمة ، ومستدرك الحاكم عن أبي أمامة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإذا انصرف ، قال عيسى : افتحوا الباب ،
فيفتحون ووراءه الدجال ، معه سبعون ألف يهودي ، كلهم ذو سيف محلى وساج ،
فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هارباً ... ،
فيدركه عند باب لد الشرقي ، فيقتله ، فيهزم الله اليهود ..
مهمة عيسى بعد القضاء على الدجال وإهلاك يأجوج ومأجوج
يقضي
عيسى على الدّجال وفتنته ، ويخرج يأجوج ومأجوج في زمانه فيفسدون في الأرض
إفساداً عظيماً ، فيدعو عيسى ربه ، فيستجيب له ، ويصبحون موتى ، لا يبقى
منهم أحد ، وعند ذلك يتفرغ عيسى للمهمة الكبرى التي أنزل من أجلها ، وهي
تحكيم شريعة الإسلام ، والقضاء على المبادئ الضالة ، والأديان المحرفة ،
ففي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم
حكماً عدلاً ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الحرب ، ويفيض المال ،
حتى لا يقبله أحد ، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيه
عموم الرخاء ، وسيادة الإسلام والأمن في ذلك الزمان :
أخبرت
النصوص عن تلك البركة العظيمة التي توجد في ذلك الوقت ، والأمن العظيم
الذي يكرم الله به العباد في تلك الأيام ، وكيف ترفع الشحناء والتباغض بين
الناس ، ويجتمع البشر على كلمة الله تبارك وتعالى .
ومن
النصوص التي تحدثت عن هذا حديث أبي أمامة عند ابن ماجة ، وابن خزيمة ،
والحاكم بإسناد صحيح ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فيكون
عيسى ابن مريم في أمتي حكماً عدلاً ، وإماماً مقسطاً ، يدق الصليب ، ويذبح
الخنزير ، ويضع الجزية ، ويترك الصدقة ، فلا يسعى على شاة ولا بعير ،
وترفع الشحناء والتباغض ، وتنزع حُمَةُ كل ذات حمة ، حتى يدخل الوليد يده
في الحية ، فلا تضره ، وتضرُّ الوليدة الأسد ، فلا يضرها ، ويكون الذئب في
الغنم كأنه كلبها ، وتملأ الأرض من السلم ، كما يملأ الإناء من الماء ،
وتكون الكلمة الواحدة ، فلا يعبد إلا الله ، وتضع الحرب أوزارها ، وتسلب
قريش ملكها ، وتكون الأرض كفاثور الفضة ، تنبت نباتها بعهد آدم ، حتى يجتمع
النفر على القطف من العنب ، فيشبعهم ، ويجتمع النفر على الرمانة ، فتشبعهم
، ويكون الثور بكذا وكذا من المال ، ويكون الفرس بدريهمات .. ".
مدة بقاءه عليه السلام في الارض
مدة
بقاء عيسى في الأرض أربعون عاماً ، كما ثبت ذلك في حديث صحيح في سنن أبي
داود عن أبي هريرة : " فيمكث في الأرض أربعين سنة ، ثم يتوفى ، ويصلي عليه
المسلمون
فضل الذين يصحبون عيسى عليه السلام
مسند
أحمد وسنن النسائي عن ثوبان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "
عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار ، عصابة تغزو الهند ، وعصابة تكون
مع عيسى ابن مريم