قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاعلمن اقواما من امتي ياتون يوم القيامة بحسنات امثال جبال تهامة بيضا ,فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا . . .اما انهم اخوانكم ,ومن جلدتكم ,وياخذون من الليل كما تاخذون,ولكنهم اقوام اذا خلو بمحارم الله انتهكوها." اخرجه ابن ماجه في السنن :كتاب الزهد ,واورده الالباني في صحيح الجامع الصغير . الوسائل التي تعين على تنشئة ملكة المراقبة في النفس: اليقين الكامل بان الله عز وجل عالم بكل ما يقع منه و من غيره سرا كان ذلك او علانية "وهو الله في السموات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون"فان المرء اذا استقرت هذه الحقيقة في نفسه فانه يستحي ان يراه الله حيث نهاه او يفقده حيث امره. واليقين الكامل بان الله عز وجل يحصي عليه كل ما يقع منه و سينبؤه به كله يوم القيامة بل وسيجازيه عليه بالسوء سوءا و بالاحسان احسانا , فان المرء اذا ايقن بهذه الحقيقة فانه يتدارك امره قبل الموت وقبل فوات الاوان ويقلع عن غيه وضلاله ويلزم طريق الجادة:"ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا" الكهف . الوسائل التي تنمي ملكة المراقبة وتزكيها في النفس: المواضبة على الطاعات من صلاةمفروضة,قيام ليل ,زكاة واجبة ,صيام,قراءة القران,استغفار,محاسبة النفس ومن عتاب وتوبيخ لها بل ومعاقبة عند التقصير والتعدي على حدود الله. . . . . لزوم الجماعة والعيش معها وعدم التخلي عنها فان ذلك يقطع الطريق على الشيطان ,اذ ينتهز الشيطان فرصة تفرد الانسان وخلوته بنفسه ويبدا في الوسوسة و الاغراء وتزيين المعاصي و السيئات حتى يقع في الهاوية والعياذ بالله ولعل هذا هو السر في انه صلى الله عليه وسلم دعا الى لزوم الجماعة واكد على ذلك حين قال :اياكم و الفرقة ,وعليكم بالجماعة ,فان الشيطان مع الواحد ,وهو من الاثنين ابعد".